يسيطر هاجس الزّواج على فكر الكثير من الفتيات ، فحلم بناء أسرةٍ يراود الكثيرات منهن ، و حقيقةً إنّ الزّواج حين شرعه الله سبحانه و تعالى جعل من بين شروطه الإيجاب و القبول ، فلا تجبر الفتاة على الزّواج من أحدٍ من الرّجال ما لم تكن مقتنعةً اقتناعاً كاملاً بمواصفاته كشريك حياة ، و لا شكّ بأنّ الإسلام حين أعطى المرأة الحقّ في قبول أو رفض شريك حياتها ، إنّما بنى ذلك على عدّة أمورٍ من بينها أنّ كثيراً من أولياء الأمور يجبرون بناتهنّ على رجلٍ معين ، و هذا ينافي هدي النّبي صلّى الله عليه و سلّم ، حيث تستأذن الفتاة و يطلب رأيها حين يتقدم إليها أحدهم ، فالفتاة التي لم يسبق لها الزّواج يجب أن يسمع رأيها بصراحة في موضوع الزّواج ، أمّا الفتاة التي لم يسبق لها الزّواج فتستأذن و إذنها سكوتها ، فالسّكوت من البكر هو علامة الرّضا كما بيّن النّبي عليه الصّلاة و السّلام ، و قد ناسب ذلك التّعامل مع الفتاة البكر بسبب أنّ مشاعر الحياء تغلب عليها خلاف المرأة التي سبق لها تجربة الزّواج ، فما هي الوسائل التي يتبعها أولياء الأمور لإقناع ابنتهم بالزّواج من رجلٍ يرون فيه صفات الصّلاح و التّقوى ؟ .
يتقدّم للمرأة المسلمة عادةً عددٌ من الرّجال لخطبتها و الزّواج منها ، و قد يكون هناك الصّالح منهم ، كما يكون هناك الطّالح ، و في كلّ الأحوال يجب توفر الإيجاب و القبول في مسالة الزّواج ، و ضرورة رضا المرأة عمّن يتقدّم لها ، و يبقى على وليّ الأمر مسؤوليّة أن يقنع ابنته بالزّواج من رجلٍ رضي دينه و أخلاقه ، فيبيّن لها هدي النّبي صلّى الله عليه و سلّم في ذلك بقوله من جاءكم ترضون دينه و خلقه فزوّجوه ، و يبيّن لها أهميّة الدّين و الأخلاق في شخصيّة الرّجل ، و أنّ الرّجل الصّالح إذا أحبّ المرأة أكرمها و إذا كرهها لم يهنها أو يظلمها ، و أنّ المال مهما بلغ في يد الرّجل فإنّه قد يأتي يومٌ و يذهب أدراج الرّياح ، فالعبرة دائماً للصّلاح و التّقوى ، و إنّ منهج السّلف الصّالح لهو خير مرشدٍ للفتاة المسلمة في ذلك .
المقالات المتعلقة بكيفية اقناع الفتاة بالزواج